هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 

 عطاء إبليس / 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
إبراهيم كامل

إبراهيم كامل


ذكر
عدد الرسائل : 43
العمر : 72
الموقع : القاهرة
العمل/الترفيه : محرر / مترجم في قطاع الأخبار المصري / كاتب قصة قصيرة و باحث في الفلكلور و الآثار عضو جمعية الأدباء المصرية
تاريخ التسجيل : 25/03/2009

عطاء إبليس / 2 Empty
مُساهمةموضوع: عطاء إبليس / 2   عطاء إبليس / 2 I_icon_minitimeالخميس 26 مارس 2009, 8:20 am

[right]إبليس يغني في " الليالي "
لما كانت ألف ليلة وليلة تقدم لنا نماذج كاملة ، بل نماذج ناضجة ، لفن الحكاية الشعبية وجب أن تتعرف علي صورة إبليس التي انطبعت علي صفحاتها ، وكيف قدم لنا مؤلفو الحكايات شخصية إبليس العاصي الخالد في المعصية .
يرد ذكر إبليس لأول مرة في ألف ليلة وليلة في الصفحات الأولي في حكاية المارد والصبية التي تتفرع عن حكاية الملك شهريار وأخيه شاه زمان و روادتهما الصبية فيها عن نفسها واضطرا الي قضاء وطرها وإلا نبهت عليهما العفريت ، وأخذت خاتميهما لتضيفهما إلي عقد خواتم من فعلوا بها علي غفلة قرن العفريت تقول :" إن هذا العفريت قد اختطفي ليلة عرسى ثم إنه وضعني في علبة والعلبة داخل صندوق ، ورمي علي الصندوق سبعة أقفال ، وجعلني في قاع البحر العجاج المتلاطم بالأمواج ، ولا يعلم أن المرأة منا إذا أرادت أمراً لم يغلبها شئ كما قال بعضهم :
لا تأمنن إلي النساء ولا تثـق بعهودهـن.
أو ما ترى إبليــس أخرج آدماً من أجلهن.
لقد أشار مؤلفو ألف ليلة في هذه السطور القليلة إلي قصة الخطيئة الأولي والخروج من الجنة والدور الذى لعبه إبليس في ذلك.لقد لخص القاص الشعبي القصة التي وردت في الإصحاح الثالث من سفر التكوين ، والتي تبتدئ " وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله والحية هي إبليس الذى احتال علي حواء حتي أغراها بالأكل من الشجرة فأكلت وأعطت رجلها آدم الذى أجاب علي سؤال الرب الإله " هل أكلت عن الشجرة فأكلت " . وقد جاءت القصة في القرآن الكريم في سورة البقرة وسورة الأعراف وسورة طه . وفي السور الثلاث يذكر إبليس عندما يأبي السجود لآدم ويذكر الشيطان عند الوسوسة بالأكل من الشجرة .
ويعود القاص الشعبي إلي إبليس وقصة الخطيئة الأولي ومعصية آدم في " حكاية الملك جليعاد وابنه ورد خان والوزير شماس "، ولكن هذه المرة يتناول المسألة بأسلوب المحاورة الفلسفية القائمة علي الفكر . ويبدو أن القاص الشعبي أراد أن يرضي جميع الأذواق ،وأن يلبي طلب الباحثين عن متعة التسلية وأيضاً الباحثين عن متعة الفكر .وأحسب أن حكاية الملك جليعاد ـ ومثلها حكاية أبي الحسن وجاريته تودد ـ قد وضعت لتقرأ لا لتروى علي جمهور من المستمعين قد تضجرهم تلك المسائل الفكرية التي تستعصي علي فهم كثير منهم . ففي حكاية الملك جليعاد قال الغلام:

" ـ
أخبرني عن مبدأ المخالفة مع أن الخلق مرجعهم إلي آدم ، وقد خلقه الله بالحق ، فكيف جلب المعصية لنفسه ، ثم قرنت معصيته بالتوبة بعد تركيب النفس فيه لتكون عاقبته الثواب أو العقاب . ونحن نرى بعض الخلق مقيماً علي المخالفة ، مائلاً إلي ما لا يحبه ، مخالفاً لمقتضى أصل خلقته ، من حب الحق ، مستوجباً لسخط ربه عليه ، ونرى بعضهم مقيماً علي رضي خالقه وطاعته ، مستوجباً للرحمة والثواب فما سبب الإختلاف الحاصل بينهم .
فقال شماس :
ـ
إن أول نزول هذه المعصية بالخلق إنما كان بسبب إبليس الذى كان أشرف ما خلق الله جل اسمه من الملائكة والأنس والجن ، وكان مطبوعاً علي المحبة لا يعرف غيرها ، فلما انفرد بهذا الأمر داخله العجب والعظمة ، والتجبر والتكبر عن الإيمان ، والطاعة لأمر خالقه ، فرده الله دون الخلائق جميعهم ، وأخرجه من المحبة وصير مثواه إلي نفسه في المعصية ، فحين علم أن الله جل اسمه لا يحب المعصية ورأى آدم وما هو فيه من ذلك الحق والمحبة والطاعة لخالقه ، داخله الحسد فاستعمل الحيلة في صرفه لآدم عن الحق ، ليكون مشتركاً معه في الباطل ، فلزم آدم العقوبة لميله إلي المعصية التي زينها له عدوه ، وانقياده إلي هواه حيث خالف وصية ربه بسبب عروض الباطل ، ولما علم الخالق جل ثناؤه وتقدست أسماؤه ضعف الإنسان وسرعة ميله إلي عدوه ، وتركه الحق، جعل له الخالق برحمته التوبة لينهض بها عن ورطة الميل إلي المعصية ، ويحمل سلاح التوبة فيقهر به عدوه إبليس وجنوده و يرجع إلي الحق الذى هو مطبوع عليه ،……" وقد عبر أبو نواس عن نفس الأفكار ، وهو يجود بأنفاسه الأخيرة مردداً أن إبليس أغوى صفي الله آدم :

تعاظمني ذنبي ، فلما قرنتــــه بعفوك ربي ، كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجـود وتعفـو منة وتكرمـا
ولولاك لم يغوى إبليس عابــداً وكيف وقد أغوى صفيك آدمـا

إبليس والعجوز
قدمت ألف ليلة وليلة شخصية العجوز المحتالة في أكثر عن حكاية منها: حكاية الجارية والأختين الحاسدتين ، والعجوز ذات الدواهي في " حكاية الملك عمر النعمان وولديه شركان وضوء المكان " ، والعجوز التي في حكاية الوزير الثاني في كيد النساء ، والعجوز دليلة المحتالة في حكاية أحمد الدنف وحسن شومان مع زينب النصابة وأمها دليلة المحتالة وغيرهن .
وقد جعل القاص الشعبي العجوز المحتالة في " حكاية الجارية والأختين الحاسدتين " تتفوق علي إبليس ، وتعلمه الخديعة دون أن تتكلم ، ويصفها بهذين البيتين :
]
عجوز النحس إبليس يراها
تعلمه الخديعة من سكوت
تقود عن السياسة ألف بغل
إذا انفرد ما بخيط العنكبوت
[/center]
وقال الدكتور أحمد أمين في قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية " اشتهرت العجائز في مصر بأنهن أهل دهاء وتجارب " .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://himaparadise.jeeran.com
 
عطاء إبليس / 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الأدبي العام-
انتقل الى: