فتاة فرنسية تصبح سلطانة تركيا
بقلم : إبراهيم كامل
فتاة أسرها القراصنة تصبح سلطانة و أم سلطانالمارتينيك جزيرة من جزرالأنتيل الفرنسية عاصمتها " فور دى فرانس ".. و الفتاة التى نتحدث عنها من المارتينيك.. و من حسن حظها أن أسرها القراصنة الجزائريون !! الذين يجوبون البحر المتوسط بحثاً عن غنيمة و خاصة من سفن الإفرنج.. و من بين ما غنموه فى إحدى طلعاتهم كانت تلك الفتاة.. و لفرط جمالها أهداها القراصنة إلى " باى تونس " ( حاكم تونس ) تقرباً منه.. و أراد الباى أيضاً أن يتزلف إلى السلطان العثمانى الذى تخضع له تونس وغيرها من بلاد العرب فأهداها بدوره له.. فاتخذها السلطان زوجة فأنجبت له ولداً قدر له ان يجلس على عرش الدولة العثمانية.. و هو السلطان محمود الثانى ( 1808 – 1839 ) وهو التاسع و العشرون من سلاطين بنى عثمان.. وقد كان السلطان العثمانى خليفة المسلمين وذلك بعد أن قضى السلطان سليم الأول على الخلافة العباسية التى أحياها السلطان المملوكى الظاهر بيبرس بعد أن قتل المغول آخر الخلفاء العباسيين فى بغداد و أصبح الخلفاء العباسيون يقيمون فى القاهرة.. وقد أباد السطان محمود الفرقة العسكرية المسماة " الإنكشارية " .. و فى أيامه ونتيجة لضعف السلطنة احتل أخواله الفرنسيون الجزائر.
السلطان محمود ومحمد على باشاكذلك وقع الصدام بينه وبين محمد على باشا والى مصر الخاضعة للدولة العثمانية.. فانتزع منه محمد على فلسطين و سوريا و الأناضول بفضل الجيش المصرى المظفر الذى كان يقوده إبراهيم باشا ابن محمدعلى الذى ما زالت معاركه تدرس فى التاريخ العسكرى.. و يحتل تمثاله و هو على ظهر حصانه ميدان الأوبرا فى القاهرة
.
الشاعر الفرنسي " لامارتين " ينفى القصةلامارتين واحد من أكبر شعراء فرنسا و كان معاصراً للسلطان محمود الثانى.. هذا إلى جانب أنه كان وزيراً لخارجية فرنسا وعضواً فى الأكاديمية الفرنسية.. وزار لامارتين السلطان محمود عندما جال فى بلاد الشرق و كتب " تاريخ سلطنة آل عثمان " فى ثمانية مجلدات.. وقد قال لامارتين إن أم السلطان محمود شركسية و ليست فرنسية.. و الحقيقة يعلمها الله.. و هذه إحدى معضلات التاريخ.. فحين يختلف المؤرخون فكيف نصل إلى حقيقة ما جرى.
أمهات بعض حكام العرب و المسلمين من الغرب لا نستطيع أن ننكر أن بعض أمهات حكام المسلمين و العرب من الغرب.. و المثل الشعبى المصرى يقول : " لا شيئ يأتى من الغرب يسر القلب " و كانت أمهات بعض الخلفاء العباسيين من الروميات و اليونانيات.. وحتى فى عصرنا هذا فأمهات بعض حكام العرب من الغرب.. و لاندرى لماذا ؟ أهو سلطان الحب الذى لا يقاوم أم رغبة فى تحسين نسل الصفوة الحاكمة أم هى القسمة و النصيب.. ولا ينبغى أن يقلقنا هذا الأمر على الإطلاق فأولئك الغربيات يتم تعريبهن.. ويبقى الأمر مشكلة خاصة بالنساء العربيات و المسلمات من الأسر الحاكمة أعانهن الله وهو على شيئ قدير.